لقديسة العظيمة فيرونيكا جوليانـي ج2
مقدمة عامـــــــة
نقرا في " يوميات" قديستنا العظيمة أن الرب يسوع جعلها ترى ذات يوم ، وفي لحظة انخطاف ، نفوسنا ترتاح في قلبه الاقدس ؛ ثم أفهمها أنها أنفس الذين سوف يجتهدون في المستقبل لتعريف العالم سيرتها وكتاباتها.
فطوبى ،إذا، لكل الذين سيتعبون في نشر التعبد والاكرام لهذه النفس المختارة ، لأنهم لن يذيعوا مجدها فحسب ، بل مجد ذاك الذي طاب له أن يُظهر من خلالها عظمته ، ومقدار سخائه في عطاياه بشكل مُميز وفريد.
فــَلـَكَ يارب لأجل قديسيك! وكم أنت عظيم يالله في ابنتك المختارة فيرونيكا جولياني! لقد رددت لها مرارَاً أنك ترغب في أن" يعرفها العالم بأسره لمجد اسمك، لتثبيت الايمان ولانتصار المحبة.
فسعيد من له نصيب في تحقيق رغبتك المقدسة هذه ، فهو يُقدم على ذلك بنعمةِ واختيار منك؛ لأن الأزمنة أزمنتك يارب ، وألف سنة في عينك كيوم أمس الذي عبر"(مز 90\4)لكيما "ترفع المتواضعين"(لو1\52) وتجعل" العاقر أم بنين كثيرين"(مز 113\9).
كان الكاردينال بيترو بالاتسيني، أحد أكبر المتعمقين في دراسة القديسة ، يقول:
"ليس ثمة مبالغة في الإقرار بأن القديسة فيرونيكا لا تزال غير معروفة تقريبا.
فعلى رسالة القديسة أن تبدأ في الكنيسة".
وإن الأب ديزيره دي بلانش ، احد أشد الكتاب شغفا بالقديسة فيرونيكا ، كان يردد في مقدمة كتابة اللاهب الآلام المتجدده":
"قيل أنك لستِ قديسة فحسب ، بل انتِ عملاقة في القداسة(البابا بيوس التاسع)، مع أنك غير معروفة.
"قيل عنك إنه مامن خليقة بشرية ، ماعدا أم الله ، ازدادت بمواهب فائقة الطبيعة مثلكِ(البابا لاوون الثالث عشر) حتى أنك جمعتِ في ذاتك النِعَم العظمى الموزعة على اكثر القديسين شهرة. ومع ذلك فأنت غير معروفة.
"قيل بأصوات علوية(اليوميات)، أنك قاهرة الجحيم ومُحررة المطهر وموزعة ثروات السماء. ومع ذلك فأنتِ غير معروفة.
"وقيل، ب"أصوات إلهية"(في اليوميات): يجب أن تشتهر سيرة حياتك في العالم كله لتثبيت الايمان، "لأنتصار المحبة". ولاتزالين غير معروفة.
"بأمر الطاعة كتبتِ عشرة مجلدات ضخمة، حتى ليحسُدكِ عليها كبار المُعلمين. ومع ذلك لاتزالين غير معروفة.
"لقد حان إذا الوقت....."
لقد حـان فعلاً الوقت !
فمنذ هذه الصرخة العميقة ، بدأت دراسات جدية حول "اليوميات" والرسائل التي بقيت طي الكتمان لأكثر من مئتي سنة تقريبا ، ثم ظهرت حياة جميلة، وافية، وطبعات أجد وأكمل ل"اليوميات"،و"مركز للدراسات الفيرونيكيه"، فدفعت فوراً كتابات القديسة ، بما فيها من مضامين سامية، كل من أساقفة إيطاليا الوسطى ورهبنة الأخوة الكبوشيين ، كما مؤسسات وشخصيات رفيعة أخرى ، إلى التوسل الحار لقداسة الحبر الأعظم ليعلن القديسة فيرونيكا" معلمة الكنيسة".
فبدا أن مضمون كتاباتها يحمل في طياته كل كايلزم لذلك. لكن لابد أولاً من أن تـُعرف القديسة أكثر ،وتُدرس أكثر !
فهذا مايهدف إليه هذا الكُتيب : التعريف بالقديسة فيرونيكا (القسم الاول)، إظهار أهمية تعاليمها في عالم اليوم(القسم الثاني)، جعلها محبوبة والتضرع إليها وطلب شفاعتها(القسم الثالث).
وقد ساعدنا في ذلك ،إضافة إلى" اليوميات" وكتاب"الآلام المُتجددة" المذكور آنفا، مجلد الأب"لازارو أيريارتي" حول"اختبارات القديسة فيرونيكا وتعاليمها الصوفية"،(أحد الكـُتاب الأكثر تعمقا في روحانية القديسة)، وكتاب " مريم في التصوف – الوساطة المريمية لدى فيرونيكا جولياني" للأخت ماري فرنشيسكا بيريللو.
القسـم الأول
حياة القديسة فيرزنيكا جولياني
مقدمة ومحطــــــات تـاريخيـــــــــــــــــــــة
سيقدم لنا هذا القسم الأول إطار ، ولو موجزاً ، لحياة القديسة، مقسوماً إلى اربعة فصول:
1- 1660 –1677: الطفولة(من الولادة إلى إرتداء الثوب).
2-1677 –1697: التطهر(حتى نيلها السمات) .
3-1697 –1717: الاستنارة (حتى انتخابها أماُ مسؤولة).
4-1717—1727: تحت قيادة مريم الكلية القداسة(حتى وفاتها) .
ويهمنا، رغم كل الظواهر والأماتات الخارقة في حياتها، الإشارة إلى أنها إمرأة مرهقة تتحلى بإنسانية رقيقة ، غنية ، مفعمة بالواقعية، كما تشهد الأخوات:
"لقد عاملتنا نحن الراهبات ، طيلة فترة رئاستها، بمحبة وتواضع كبيرين للغاية، بحيث لم تبدو وكأنها مسؤولة بل كخادمة الجميع...." متابعة كلاً منهن" بمحبة وانتباه فاءقين" كما تشهد الطوباوية الأخت فلوريدا شيفولي.
1660 ،27ك1 : وُلدتُ في"ميركاتلو"(اقليم"بيزارو"-إيطاليا).
1667 : نالت سر التثبيت في "مير كاتلو" .
1670 ،2شباط : المناولة الأولى في طبياتشنزا".
1674 –1676 : صراعات مصيرية بخصوص دعوتها الرهبانية.
1677 ،28 ت1 :ارتداؤها الثوب الرهباني وتسميتها فيرونيكا.
1681 ،4نيسان : أول تكليل بالشوك(يوم الجمعه العظيمة).
1688 : معلمة ابتداء في السابعة والعشرين من عمرها .
1697 ،5 نيسان : نيلها السِمات يوم الجمعه العظيمة .
1702 ، 24 ك1 : دُعيت "فيرونيكا ليسوع ومريم " .
1705 ، 2 تموز : قلب يسوع وقلب مريم فيرونيكا تتحد في قلب واحــد .
1710 : سيوف آلام مريم السبعة في قلبها.
1712 ، 6 ك2 : تسليمها كأسي دم يسوع ودموع مريم .
1712 ، 15ك2 : مريم تمنحها ملاكاً حارساً آخر .
1715 : إتحــاد صوفي بِمـريم .
1716 ، 5 نيسان : إنتخابها رئيسة للدير بالإجماع .
1720 ، 14 آب : بدأت تكتب بإملاء من مريم الكلية القداسة.
1727،6حزيران : بدء نزاعها الأخير الذي دام ثلاثة وثلاثين يوماً .
1727 ، 9 تموز : وفاتها(الثالثة والنصف صباحاً)، بعمر سبع وستون سنة ،
خمسون منها في حصن الحياة الرهبانية.
1773 : تحول البيت الذي ولدت فيه إلى دير .
1804،17حزيران:"البابا بيوس السابع" يعلنها طوباوية .
1839 ،26 أيار :"البابا غريغوريوس السادس عشر" يعلنها قديسة.
1982، 27-31ت1: مؤتمر دراسات دولي في روما:" شهادة القديسة فيرونيكا
ورسالتها" .
1993 ، 16 أيار : تطويب نائبتها الأخت فلوريدا شيفولي .
مقدمة عامـــــــة
نقرا في " يوميات" قديستنا العظيمة أن الرب يسوع جعلها ترى ذات يوم ، وفي لحظة انخطاف ، نفوسنا ترتاح في قلبه الاقدس ؛ ثم أفهمها أنها أنفس الذين سوف يجتهدون في المستقبل لتعريف العالم سيرتها وكتاباتها.
فطوبى ،إذا، لكل الذين سيتعبون في نشر التعبد والاكرام لهذه النفس المختارة ، لأنهم لن يذيعوا مجدها فحسب ، بل مجد ذاك الذي طاب له أن يُظهر من خلالها عظمته ، ومقدار سخائه في عطاياه بشكل مُميز وفريد.
فــَلـَكَ يارب لأجل قديسيك! وكم أنت عظيم يالله في ابنتك المختارة فيرونيكا جولياني! لقد رددت لها مرارَاً أنك ترغب في أن" يعرفها العالم بأسره لمجد اسمك، لتثبيت الايمان ولانتصار المحبة.
فسعيد من له نصيب في تحقيق رغبتك المقدسة هذه ، فهو يُقدم على ذلك بنعمةِ واختيار منك؛ لأن الأزمنة أزمنتك يارب ، وألف سنة في عينك كيوم أمس الذي عبر"(مز 90\4)لكيما "ترفع المتواضعين"(لو1\52) وتجعل" العاقر أم بنين كثيرين"(مز 113\9).
كان الكاردينال بيترو بالاتسيني، أحد أكبر المتعمقين في دراسة القديسة ، يقول:
"ليس ثمة مبالغة في الإقرار بأن القديسة فيرونيكا لا تزال غير معروفة تقريبا.
فعلى رسالة القديسة أن تبدأ في الكنيسة".
وإن الأب ديزيره دي بلانش ، احد أشد الكتاب شغفا بالقديسة فيرونيكا ، كان يردد في مقدمة كتابة اللاهب الآلام المتجدده":
"قيل أنك لستِ قديسة فحسب ، بل انتِ عملاقة في القداسة(البابا بيوس التاسع)، مع أنك غير معروفة.
"قيل عنك إنه مامن خليقة بشرية ، ماعدا أم الله ، ازدادت بمواهب فائقة الطبيعة مثلكِ(البابا لاوون الثالث عشر) حتى أنك جمعتِ في ذاتك النِعَم العظمى الموزعة على اكثر القديسين شهرة. ومع ذلك فأنت غير معروفة.
"قيل بأصوات علوية(اليوميات)، أنك قاهرة الجحيم ومُحررة المطهر وموزعة ثروات السماء. ومع ذلك فأنتِ غير معروفة.
"وقيل، ب"أصوات إلهية"(في اليوميات): يجب أن تشتهر سيرة حياتك في العالم كله لتثبيت الايمان، "لأنتصار المحبة". ولاتزالين غير معروفة.
"بأمر الطاعة كتبتِ عشرة مجلدات ضخمة، حتى ليحسُدكِ عليها كبار المُعلمين. ومع ذلك لاتزالين غير معروفة.
"لقد حان إذا الوقت....."
لقد حـان فعلاً الوقت !
فمنذ هذه الصرخة العميقة ، بدأت دراسات جدية حول "اليوميات" والرسائل التي بقيت طي الكتمان لأكثر من مئتي سنة تقريبا ، ثم ظهرت حياة جميلة، وافية، وطبعات أجد وأكمل ل"اليوميات"،و"مركز للدراسات الفيرونيكيه"، فدفعت فوراً كتابات القديسة ، بما فيها من مضامين سامية، كل من أساقفة إيطاليا الوسطى ورهبنة الأخوة الكبوشيين ، كما مؤسسات وشخصيات رفيعة أخرى ، إلى التوسل الحار لقداسة الحبر الأعظم ليعلن القديسة فيرونيكا" معلمة الكنيسة".
فبدا أن مضمون كتاباتها يحمل في طياته كل كايلزم لذلك. لكن لابد أولاً من أن تـُعرف القديسة أكثر ،وتُدرس أكثر !
فهذا مايهدف إليه هذا الكُتيب : التعريف بالقديسة فيرونيكا (القسم الاول)، إظهار أهمية تعاليمها في عالم اليوم(القسم الثاني)، جعلها محبوبة والتضرع إليها وطلب شفاعتها(القسم الثالث).
وقد ساعدنا في ذلك ،إضافة إلى" اليوميات" وكتاب"الآلام المُتجددة" المذكور آنفا، مجلد الأب"لازارو أيريارتي" حول"اختبارات القديسة فيرونيكا وتعاليمها الصوفية"،(أحد الكـُتاب الأكثر تعمقا في روحانية القديسة)، وكتاب " مريم في التصوف – الوساطة المريمية لدى فيرونيكا جولياني" للأخت ماري فرنشيسكا بيريللو.
القسـم الأول
حياة القديسة فيرزنيكا جولياني
مقدمة ومحطــــــات تـاريخيـــــــــــــــــــــة
سيقدم لنا هذا القسم الأول إطار ، ولو موجزاً ، لحياة القديسة، مقسوماً إلى اربعة فصول:
1- 1660 –1677: الطفولة(من الولادة إلى إرتداء الثوب).
2-1677 –1697: التطهر(حتى نيلها السمات) .
3-1697 –1717: الاستنارة (حتى انتخابها أماُ مسؤولة).
4-1717—1727: تحت قيادة مريم الكلية القداسة(حتى وفاتها) .
ويهمنا، رغم كل الظواهر والأماتات الخارقة في حياتها، الإشارة إلى أنها إمرأة مرهقة تتحلى بإنسانية رقيقة ، غنية ، مفعمة بالواقعية، كما تشهد الأخوات:
"لقد عاملتنا نحن الراهبات ، طيلة فترة رئاستها، بمحبة وتواضع كبيرين للغاية، بحيث لم تبدو وكأنها مسؤولة بل كخادمة الجميع...." متابعة كلاً منهن" بمحبة وانتباه فاءقين" كما تشهد الطوباوية الأخت فلوريدا شيفولي.
1660 ،27ك1 : وُلدتُ في"ميركاتلو"(اقليم"بيزارو"-إيطاليا).
1667 : نالت سر التثبيت في "مير كاتلو" .
1670 ،2شباط : المناولة الأولى في طبياتشنزا".
1674 –1676 : صراعات مصيرية بخصوص دعوتها الرهبانية.
1677 ،28 ت1 :ارتداؤها الثوب الرهباني وتسميتها فيرونيكا.
1681 ،4نيسان : أول تكليل بالشوك(يوم الجمعه العظيمة).
1688 : معلمة ابتداء في السابعة والعشرين من عمرها .
1697 ،5 نيسان : نيلها السِمات يوم الجمعه العظيمة .
1702 ، 24 ك1 : دُعيت "فيرونيكا ليسوع ومريم " .
1705 ، 2 تموز : قلب يسوع وقلب مريم فيرونيكا تتحد في قلب واحــد .
1710 : سيوف آلام مريم السبعة في قلبها.
1712 ، 6 ك2 : تسليمها كأسي دم يسوع ودموع مريم .
1712 ، 15ك2 : مريم تمنحها ملاكاً حارساً آخر .
1715 : إتحــاد صوفي بِمـريم .
1716 ، 5 نيسان : إنتخابها رئيسة للدير بالإجماع .
1720 ، 14 آب : بدأت تكتب بإملاء من مريم الكلية القداسة.
1727،6حزيران : بدء نزاعها الأخير الذي دام ثلاثة وثلاثين يوماً .
1727 ، 9 تموز : وفاتها(الثالثة والنصف صباحاً)، بعمر سبع وستون سنة ،
خمسون منها في حصن الحياة الرهبانية.
1773 : تحول البيت الذي ولدت فيه إلى دير .
1804،17حزيران:"البابا بيوس السابع" يعلنها طوباوية .
1839 ،26 أيار :"البابا غريغوريوس السادس عشر" يعلنها قديسة.
1982، 27-31ت1: مؤتمر دراسات دولي في روما:" شهادة القديسة فيرونيكا
ورسالتها" .
1993 ، 16 أيار : تطويب نائبتها الأخت فلوريدا شيفولي .