نخلة المعلم
المعلم إبراهيم نخلة من أراخنة الكنيسة في أوائل القرن التاسع عشر، أبوه المعلم إبراهيم نخلة نشأ في قرية أم خنان بمحافظة الجيزة ثم أصبح من كبار الكتبة العاملين في ديوان
المعلم إبراهيم نخلة من أراخنة الكنيسة في أوائل القرن التاسع عشر، أبوه المعلم إبراهيم نخلة نشأ في قرية أم خنان بمحافظة الجيزة ثم أصبح من كبار الكتبة العاملين في ديوان
محمد علي باشا. وكان نخلة ابنه الأكبر فألحقه أبوه بالكتَّاب في طفولته تبعًا لعادة القبط آنذاك، فتفوق في دراسته. ولما بلغ سن الشباب اتخذه أبوه مساعدًا له في أعمال الديوان
ليدربه عليها، فبرع في الأعمال الحسابية والكتابية والإدارية حتى اتخذه شريف باشا الكبير كاتم أسراره. ولما كان هذا الباشا يقيم في الإسكندرية فقد انتقل المعلم نخلة إليها هو
وعائلته. حدث أن طلب محمد علي باشا كبير كتبته آنذاك المعلم وهبة أن يقدم له حسابًا شاملاً عن أمور الدولة، وعجز الكاتب عن تلبية أمر الوالي الذي غضب عليه ونحّاه جانبًا.
ولثقة شريف باشا في كاتم أسراره حوَّل عليه طلب الوالي، فاضطرب المعلم نخلة وخشي أن يصيبه ما أصاب المعلم وهبة. وفي حيرته استشفع بمارمرقس الإنجيلي الكاروز ثم نذر
أن يوقف كل ما يملك من أراضٍ على الكنيسة. وهذه تقع الآن ما بين شوارع شريف وسيزوستريس والكنيسة القبطية وطوسون بالإسكندرية. ثم قصد إلى قصر رأس التين لمقابلة
محمد علي باشا، وقد مكث بذلك القصر يومين نجح خلالهما في إنجاز العمل المطلوب وقدّمه إلى الباشا الذي أبدى له كل الرضى. وإذ غادر القصر ذهب لساعته إلى الكنيسة المرقسية
وقدم الشكر لله والتمجيد لقديسه، ثم قابل المسئولين بها واتخذ معهم الخطوات اللازمة لتنفيذ نذره، وبعد ذلك عاد إلى بيته. ولقد أنجب المعلم نخلة ثلاثة بنين هم: إبراهيم
وصالح وسمعان، ورباهم تربية مسيحية حقة. ومن أحفاده الشماس كامل صالح المؤرخ المعروف الذي كتب الكثير من الكتب والمقالات عن باباوات الإسكندرية ومطارنة
الكرسي الأورشليمي وغيرهم. قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الرابع صفحة 291.