هو أول من إستشهد و سفك دمه لأجل الإيمان بالمسيح و التبشير بإسمه ، و كان ذلك بعد أن بدأت الكنيسة تتكون و ينضم إليها ألوف المسيحيين و لم يكن فيهم أي محتاج لأن كل شيء كان مشتركاً بينهم" إذ أن الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات و يضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد على حسب إحتياجه و في تلك الأيام لما تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين بأن أراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية فدعا الإثنا عشر جمهور التلاميذ و رغبوا إليهم بإنتخاب سبعة رجال منهم مشهود لهم بالإيمان و التقوى و مملوئين من الروح القدس فيقيمونهم على ذلك العمل المادي ليتفرغوا هم للإعمال الروحية فاختاروا ستيفانوس رجلاً مملؤاً من الإيمان و الروح القدس و ستة رجال آخرين و أقاموهم أمام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي و كانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر في أورشليم و جمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان و كان لإستيفانوس فضل كبير في ذلك الإنتشار لأنه " كان مملؤاً إيماناً و قوة و كان يصنع عجائب و آيات عظيمة في الشعب" ( أعمال 6 : 8 ) و بينما كان يكرز و يبشر نهض قوم من اليهود يحاورونه و لما لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة و الروح الذي كان يتكلم به دسوا رجالاً يقولون إننا سمعناه يتكلم بكلام تجديف على موسى و على الله و هيجوا الشعب و الشيوخ و الكتبة ، و خطفوه و أتوا به إلي المجمع ليحاكموه و أقاموا شهوداً كذبة يقولون إن هذا الرجل لا يفتر عن أن يتكلم كلاماً تجديفاً ضد هذا الموضع المقدس و الناموس فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع و رأوا وجهه كأنه وجه ملاك ، فأوعز إليه رئيس الكهنة أن يجيب على الشكوى الموجهة إليه أما هو فإنتهز هذه الفرصة النادرة أمام مجمع اليهود و إندفع يبين لأولئك الرؤساء و العلماء مستنداً إلي التاريخ و إلي كتب الأنبياء كيف قاد الله شعبه منذ أيام إبراهيم و كيف أرسل لهم موسى و داود وسائر الآباء و الأنبياء وكيف عصوه و نبذوا شريعته و كيف صفح عنهم ووعدهم بمجيء المسيح و أن يسوع الذي صلبوه هو المسيح الموعود به و بعد خطاب طويل ورائع لما رآهم يهزون روؤسهم مستهزئين و ساخرين صرخ فيهم مأخوذاً بحماس الإيمان و قال لهم :" يا قساة الرقاب و غير المختونين بالقلوب و الآذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك أنتم ، أي نبي من الأنبياء لم يضطده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه و قاتليه. الذين أنتم أخذتم الناموس بترتيب الملائكة و لم تحفظوه". " فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم، و صروا بأسنانهم عليه و أما هو فشخص إلي السماء و هو ممتلىء من الروح القدس فرأى مجد الله و يسوع قائماً عن يمين الله فقال:" ها أنا أنظر السموات مفتوحة و إبن الإنسان قائماً عن يمين الله " فصاحوا بصوت عظيم و هجموا عليه و أخرجوه خارج المدينة و رجموه، خلع الشهود ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول، فكانوا يرجمون ستيفانوس و هو يدعو و يقول أيها الرب يسوع إقبل روحي ثم جثا على ركبتيه و صرخ بصوت عظيم يارب لا تقم لهم هذه الخطيئة و إذ قال هذا رقد" . إستجاب الرب صلاته لأن الشاب شاول الذي كان موافقاً على قتله و الذي وضع الشهود ثيابهم عند رجليه، أسبغ الرب يسوع المسيح نعمته عليه و دعاه ليخلف إستفانوس في حمل الرسالة و صار بولس رسول الأمم . فالقديس ستيفانوس لم يكن هو أول الشهداء فحسب بل هو زعيم الشهداء أيضاً لأنه لم يسبقه أحد إلي سفك دمه من أجل المسيح و لم يتشجع هو برؤية غيره أمامه بل كان هو البطل الأول الذي أقدم على الموت بشجاعة و نفس مطمئنة و هو يصلي و يشفع في قاتليه و لسوف يبقى هذا القديس مثالاً أعلى للإيمان و الغيرة و الجرأة و الصفح عن الذنوب لكل من دعاه الله إلي خدمة النفوس هوأول شهيد في عالم المسيحية ومعنى اسمه باليونانية ( التاج أو اكليل الزهور) كان القديس ستيفانوس رجلا ً تقيا ً صالحا ًكما وصفه الكتاب المقدس رجلا ً ممتلأ ً من الآيمان والروح القدس وكما كان ممتلأ ً نعمة وقوة من الله وقد منح كذلك موهبة صنع العجائب . لقدكان ستيفانوس أول شهيد في المسيحية وأول شماس فيها وقد أختير من بين العامة ومعه ستة أخرين لخدمة الكنيسة ولكي ينصرف الرسل لخدمة كلمة الله .لقد نشط ستيفانوس وقد جلب الكثير من اليهود للدين المسيحي وهذا أزعج اليهود فجاؤا اليه ليجادلوه في الانجيل فلم يستطيعوا لأنه كان ينطق بالحكمة الآلهية ولما لم يستطيع اليهود مجابهته أوبالأحرى مقاومة روح الله المتكلم بستيفانوس لفقوا له تهمت الكذب وشهود زور بأنه يجدف على الله وعلى موسى النبي وضد الشريعة والهيكل . بعد ذلك سيق ستيفانوس الى المَجمع المسمه السنهدريم أي المحكمة وتتألف من 71 عضو برئاسة رئيس الكهنة . بعد ذلك تم استجواب ستيفانوس وتم الحكم عليه بالموت رجما ً بالحجارة فأخرجوه خارج المدينة ورجموه حتى الموت وكان يقول المسيح قائم عن يمين الله . أيها الرب يسوع اقبل روحي . يارب لاتقم لهم هذه الخطية . ومات القديس ستيفانوس نحو سنة 37 ميلادية.